المسلمون والانتخابات الرئاسية في فرنسا.. بين التهميش والمغازلة

وسام القلم الذهبي تاريخ التسجيل : 05/03/2011

المسلمون والانتخابات الرئاسية في فرنسا.. بين تهميش المطالب ومغازلة الأصوات

المسلمون والانتخابات الرئاسية في فرنسا.. بين التهميش والمغازلة 2007-04-21_F59B169A-0CA1-4E3C-9BE0-C0EF674A4C57

ساعات تفصلنا عن بدء الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية غدا الأحد ،ويستعد
الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" لحزم حقائبه ومغادرة قصر الإليزيه، وسط مؤشرات
بحصول تغيير شامل لملامح السياسة الفرنسية تتوقف على فوز أحد المرشحين
الأوفر حظاً حتى الآن، "نيكولاي ساركوزي"،أو"ماري سيجولين رويال".

وقد
عقد مرشحو الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم الخميس الماضى آخر حملاتهم
الجماهيرية الانتخابية، وسط استطلاعات للرأي تفاوتت لصالح المرشحين
الأربعة الأوائل "ساكوزي" و"رويال" و"فرانسوا بايرو" و"جان ماري لوبن"،
حيث أوضحت أربعة استطلاعات أُعلنت نتائجها الخميس الماضى أن الدعم
لـ"ساركوزي" يتراوح بين 27 و29 بالمائة، ولـ"رويال" بين 22.5 و25 بالمائة،
ولـ"بايرو" بين 15 و20 بالمائة، ولـ"لوبن" بين 13 و15.5 بالمائة.

وفي
مواجهة ثنائية نهائية توقعت الاستطلاعات حصول "ساركوزي" على ما بين 50 و53
بالمائة و"رويال" على ما بين 47 و50 بالمائة، وسط تكهنات بصراع تقليدي بين
اليمين الذي يمثله "ساركوزي" واليسار الذي تمثله "رويال" التي تسعى لتسجيل
السابقة الأولى في فرنسا في حالة فوزها بمقعد الرئاسة.

والذي
يعنينا بالأساس في هذا السباق، موقف صانعي السياسة الفرنسية القادمة من
مسلمي فرنسا، حيث نحاول رسم ملامح تلك المرحلة، ومدى توافقها مع طموحات
المسلمين هناك.

ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا قرابة 6 ملايين نسمة
يمثلون نحو 10% من إجمالي عدد السكان وهم بذلك يمثلون ثاني أكبر ديانة في
البلاد بعد المسيحية الكاثوليكية، لكن الباحث والناشط الإسلامي في فرنسا
"غازي وهبي" يقول "إن التقديرات شبه الرسمية استقرت منذ عشر سنوات عند 4
ملايين مسلم مقابل 6 ملايين كتقدير من جانب المؤسسات الإسلامية".. ونظراً
لأن إجراء التعداد السكاني على أساس ديني أو عرقي محظور قانوناً في فرنسا،
فإن "وهبي" يرجح أن هذا العدد قد بلغ حالياً مابين 8 و10 ملايين مسلم من
مختلف الجنسيات المغاربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية فضلاً عن ذوي
الأصول الفرنسية.. وأعرب "وهبي" عن تقديره بأن هناك 4 ملايين مسلم يحملون
الجنسية الفرنسية من بينهم نحو المليونين لهم حق التصويت نظراً لبلوغهم
السن القانونية، علماً بأن إجمالي أعداد الناخبين الفرنسيين يبلغ 44.7
مليون ناخب، بما يعني أن الصوت المسلم يمثل نحو 3 % من إجمالي حجم
الأصوات..
وفي سعيهم لإثبات حضورهم وتأثيرهم المنتظر في نتائج
الانتخابات الرئاسية، توجهت أعداد كبيرة من المسلمين – خاصة شباب الضواحي
التي تقطنها الأغلبية المسلمة – إلى التسجيل على قوائم الاقتراع، للإدلاء
بأصواتهم.

وعلى صعيد البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة، فإن مسلمي
فرنسا يشكون من أن المساحة التي تحتلها قضاياهم لا وجود لها تقريباً،
الأمر الذي أرجعه كثير من المحللين إلى ظاهرة الهوس بمعاداة الإسلام، التي
أثرت بشكل مباشر على ضعف الاهتمام بقضايا المسلمين في البرامج الانتخابية.

بالنسبة
لـ"ساركوزي" الذي يتصدر استطلاعات الرأي، فإن مواقفه السابقة أضرت كثيراً
بعلاقاته مع مسلمي فرنسا الذين فشل في كسب ودهم، بعد عدة حوادث أدت لاتساع
فجوة الثقة بين المسلمين من جهة، وتيار اليمين ومرشحه "ساركوزي" من جهة
أخرى.. ورغم أن "ساركوزي" كان أكثر من تناول قضية الإسلام في بلاده، خاصة
حين كان يشغل منصب وزير الداخلية خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه كان له
دور أساسى في إنشاء "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" عام 2002، ليكون
بمثابة هيئة رسمية للجالية المسلمة على مرأى من السلطات الفرنسية،
بالإضافة لإعلانه العزم على إعطاء المواطنين المسلمين نفس الحقوق التي
يحظى بها الآخرون، إلا أن محاولات كسب الود هذه انقطعت عقب وقوع حوادث
الضواحي عام 2005 ، لتنقلب المعادلة وتترك تصريحات "ساركوزي" التي وصف بها
مثيري الشغب في الضواحي التي يقطنها الكثير من المسلمين بـ"الأوباش"
انطباعاً سيئاً لدى المسلمين، كما جاءت تصريحاته الأخيرة على القناة
الفرنسية الأولى التي قال فيها "في فرنسا لا نذبح الخراف في حوض الحمام"،
متهماً المسلمين بذبح خراف الأضاحي في منازلهم، لتضعف من فرص كسب الأصوات
المسلمة التي جلب سخطها في الماضي جراء مساندته لمجلة "شارلي إيبدو"، في
الدعوى المقامة ضدها من منظمتين إسلاميتين بسبب نشر المجلة الفرنسية
الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي اعتبرت مسيئة للرسول صلى الله عليه
وسلم، وبات من أهداف المسلمين في الانتخابات الرئاسية اليوم تجنب التصويت
لـ"ساركوزي".

والمعروف أن "ساركوزي" أمريكي الهوى والتوجه، فقد سبق
أن صرح – أمام الجالية اليهودية الأمريكية في فرنسا – قائلاً: "إن البعض
في فرنسا يدعوني بساركوزي الأمريكي، وأنا فخور بذلك، وأشارك الأمريكيين
الكثير من قيمهم"، كما أننى من أشد المؤيدين للخط الاستراتيجي لإدارة
الرئيس "بوش"، الأمر الذي جعل معارضيه يطلقون عليه "بوش فرنسا"، و"ساركوزي
الأمريكي"، وفي هذا الإطار خص "إسرائيل" دون الدول العربية بأول زيارة
يقوم بها خلال حملته الانتخابية.. كما أنه سبق أن أثار غضب الساسة
المحافظين في فرنسا عقب الزيارة التي قام بها إلى واشنطن في سبتمبر 2006
والتقى خلالها مع الرئيس "بوش" – متخطياً بذلك رئيس الجمهورية "جاك شيراك"
ورئيس الوزراء "دومينيك دوفيلبان" – وقدم له الاعتذار عما أسماه "غطرسة"
فرنسا وسياستها التي عارضت الحرب الأمريكية على العراق.

ورغم
ادعائه بصداقته المزعومة للبنان إلا أنه لم ينبس ببنت شفة عن الهجمات
الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان خلال العدوان الأخير، كما لا
يذكر أنه علق يوماً على الاجتياحات والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها
قوات الاحتلال في فلسطين المحتلة وما يمارس بحق الشعب الفلسطيني من سياسات
تعسفية.

وعلى خلفية الفضيحة الأمنية مؤخراً والتي تسببت في إحراج
"ساركوزي" حين أعطى أوامره لمفتش الأمن العام بالبحث عن ماضي أحد منافسيه
المرشحة الاشتراكية "سيجولين رويال" مخالفاً بذلك القانون الفرنسي الذي
يمنع الأمن العام من التحقيق أو التجسس على حياة أي فرد دون أمر قضائي،
علق الرئيس الحالي "جاك شيراك" قائلاً: "في حال انتخاب هذا الشخص فإنه
سيضع فرنسا في مواجهة العالم فهو أطلسي التفكير ومؤيد لجورج بوش إضافة إلى
أنه ليكودي وقال إن هذا الأمر سيؤدي إلى تغيير حاد في فرنسا..".

كما
أنه قد عُرف عن "ساركوزي" مناصرته للقضايا اليهودية، وعمله على محاربة من
يوصفون بمعادين السامية في فرنسا، وسبق أن هدد بطرد كل من يجروء على
انتقاد اليهود موجهاً خطابه إلى أئمة المساجد المسلمين بشكل خاص، والذي
كان قد أبعد 21 منهم بالفعل عام 2006 م..
وتشير التوقعاتإلى أن
"ساركوزي" قد ضمن أصوات الطائفة اليهودية في فرنسا، الأمر الذي دفع جريدة
"ليبراسيون" الفرنسية في عددها الصادر يوم الاثنين 4-12-2006 إلى القول
بأن "ساركوزي هو مرشح يهود فرنسا بلا منازع".. هذا فضلاً عن الدعم اليهودي
العالمي له.

كل تلك المؤشرات تؤكد حرمان "ساركوزي" من جزء كبير من أصوات المسلمين في فرنسا.

على
الجانب الآخر، فإن المرشحة الاشتراكية "ماري سيجولين رويال" ليست أوفر
حظاً في الاستئثار بأصوات المسلمين.. إلا أنها قد استفادت من انخفاض شعبية
"ساركوزي" عند الجالية المسلمة، لتستغله لصالحها، رغم أن علاقتها بمسلمي
فرنسا مرت بنفس مراحل "ساركوزي"، فقد سبق أن صرحت – في زيارتها الأخيرة
لبيروت – بأن على "إسرائيل" أن توقف تحليق طيرانها الحربي في الأجواء
اللبنانية لأن ذلك يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ، لكن في زيارتها
"لإسرائيل" سرعان ما غيرت رأيها قائلة "إن التحليق قابل للتبرير بسبب عدد
من العوامل"، كما نفت استعدادها المسبق للتفاوض مع كافة الفصائل
الفلسطينية بما فيها حركة "حماس" التي ترأس الحكومة الفلسطينية، وأنكرت
ذلك بقولها "إن أي اتصال مع حماس غير وارد ما دامت الحركة مدرجة على قائمة
ما يسمى الإرهابيون"، وفيما يتعلق بجدار الفصل العنصري الذي يقيمه الكيان
الصهيوني فقد قالت "رويال" إن له مبرراته الأمنية، دون الالتفات لانتهاكات
قوات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.

وبالتالي فإن مواقفها من القضية الفلسطينية – قضية المسلمين الأساسية في العالم – تسببت في زعزعة مصداقيتها عند المسلمين في فرنسا.

ومثل
"ساركوزي" فقد شهدت شعبية الاشتراكيين ومرشحتهم "رويال" فيما سبق ارتفاعاً
نسبياً، خاصة بعد الجدل الذي أثاره اليمين حول قانون منع الحجاب في
المدارس عام 2004، وكذلك بعد أحداث شغب الضواحي عام 2005، إذ استفاد
الاشتراكيون من "غضب" المسلمين ضد اليمين وخاصة وزير الداخلية "ساركوزي"
المنافس الشرس لـ"رويال" حيث توقعوا ذهاب أصوات اليمين إليهم.
وفي هذا
الإطار أشارت دراسة لمؤسسة "إيفوب" إلى أن 55 % يعتزمون الاقتراع لمرشحة
الحزب الاشتراكي، وأوضحت الدراسة أن شعبية "رويال" ارتفعت بنسبة 10% خلال
عام واحد في صفوف الناخبين المسلمين، فصعدت من 45 %إلى 55 %. ولكن يصعب
اعتماد هذه الأرقام اليوم بعد أربعة أشهر من إطلاق الحملة الانتخابية التي
شهدت تصريحات لـ"رويال" أبعدت المسلمين عنها، خاصة تصريحها على شاشة
القناة الفرنسية الخامسة، في ديسمبر 2006 التى اعتبرت فيه الإسلام
"مناقضاً لقيم الجمهورية وحقوق الإنسان"، وشبهت المرأة المحجبة بـ"المرأة
المغتصبة، وهو ما اعتبره المسلمون إساءة كبيرة لهم، وبدأ بعضهم ينشط لحض
المسلمين على عدم التصويت لها، كما نلاحظ من خلال زيارة بعض المواقع
الالكترونية التي يتبادل عليها المسلمون النصائح.

وفي كلمة في
اللقاء السنوي لمسلمي فرنسا حذر نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية "فؤاد
علوي" من التصويت لـ"رويال" ولـ"ساركوزي" بسبب تصريحاتهما إزاء المسلمين.

وبشكل
عام، فمسلمو فرنسا لن يتحمسوا كثيراً لأي من اللاعبين الأساسين في لعبة
الانتخابات، حيث أصيبوا بنوع من "الإحباط" إزاء اليمين واليسار على حد
سواء الذين وعدوهم بالكثير في الماضي ولم يتحقق الكثير من هذه الوعود،
فعلى سبيل المثال لا يوجد أي نائب مسلم في الجمعية الوطنية الفرنسية
"البرلمان"، بينما يشغل المسلمون ثلاثة مقاعد فقط في مجلس الشيوخ من أصل
331 مقعداً، وهو ما يرونه غير كاف لنيل حقوقهم المشروعة.

وبالنظر
للعبة الانتخابات على أنها لعبة المفاجآت، فمن المحتمل أن يقلب فوز أحد
المرشحين الآخرين المعادلة القائمة حتى الآن على مرشحين اثنين فقط.

ففي
ظل اليأس من اليمين واليسار والخوف من تطرف كلا التيارين، تشير التكهنات
إلى ميل كثير من المسلمين إلى الرجل الثالث في الانتخابات الرئاسية، ـ أي
مرشح حزب الوسط "فرانسوا بايرو" ـ حتى ولو لم يُعلن ذلك بشكل رسمي من قبل
المؤسسات التي تمثل المسلمين كرغبة في "احترام رأي المسلمين وعدم فرض خيار
عليهم"، كما صرح نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا..
كذلك
يرى مصدر مطلع على كواليس التنظيمات والهيئات الممثلة للجالية المسلمة أن
المسلمين بدؤوا يحسمون أمرهم باتجاه التصويت لصالح "بايرو"، الذي أعلن قبل
ذلك احترامه لكافة الأديان، الأمر الذي رآه بعض المسلمين "عنصراً
إيجابياً" يساعد على تفهم "بايرو" مطالب المسلمين المشروعة.

كما أن
"بايرو" لم يصادق على قانون منع الحجاب والرموز الدينية في المدارس
الفرنسية عام 2003، ولم يمانع فى افتتاح مدرسة ثانوية مسلمة في فرنسا، وفي
الوقت الذي ينتقد المسلمون فيه إساءات "رويال" و"ساركوزي" فإنهم يسجلون
لـ"بايرو" عدة مؤشرات إيجابية، إذ اعتبر أخيراً في حديث لصحيفة "لاكروا"
الكاثوليكية" أن "الدولة يجب أن تسهل وترافق قيام إسلام في فرنسا إذا طلب
المسلمون ذلك" حسب تصريحه، كما قال: "إذا قدمت عائلة مسلمة للإقامة في
القرية – أي فرنسا – فمن المشروع إعطاؤها مكانها وعدم رفضها"، وأضاف:
"اعتقد أن الإسلام يأمل بإيجاد مكانه في فرنسا وسيصل إلى هذا من خلال
المسلمين أنفسهم".

أما المرشح الذي يحتل المركز الرابع في
الانتخابات الرئاسية، زعيم حزب اليمين المتطرف (الجبهة الوطنية) "جان ماري
لوبان"، فتشير الدلائل إلى أنه يحظى بعدد ضئيل جداً من أصوات المسلمين حسب
بعض المراقبين، وتلك النسبة التي يرجح أنه نالها جاءت بسبب انتقاده الدائم
لـ"ساركوزي" وسياسته، ومؤخراً هاجم "لوبان" بحدة مواقف "ساركوزي" وقربه من
إسرائيل والولايات المتحدة، وحذر من أن "ساركوزي" قد يقحم فرنسا عسكرياً
إلى جانب إسرائيل في حالة اندلاع نزاع مع إيران..

كما أن النمط
السياسي الذي يتبعه يبدو مخالفاً بالنسبة لبقية منافسيه، خاصة ما يتعلق
بالقضايا العربية الملحة، فرأيه في الملف النووي الإيراني يبدو مناقضاً
تماماً لمنافسه الشرس "ساركوزي" حيث يرى "لوبان" أنه "في حال أعلنت طهران
أنها أصبحت نووية فلماذا نمنعها بينما سمحنا للهند وباكستان بذلك؟".

كما
انتقد "لوبان" سياسة بلاده إزاء لبنان، وعلق على جمع مساعدات دولية للبنان
في مؤتمر باريس الثالث، الذي انعقد قبل شهرين، بالقول: "لقد طلب مساعدات
من كل العالم لإعمار لبنان ولم يطلب من الطرف الذي دمر لبنان" في إشارة
لإسرائيل.

ورداً على سؤال حول علاقاته مع الولايات المتحدة قال
"لوبان": "لسنا خصوما ولا أعداء لأمريكا لكن الأمريكيين لديهم نظرة تغلب
مصالحهم دائما وأشك فى أن الإدارة الأمريكية تصرفت بحكمة تجاه أزمة الخليج
الأخيرة"، في إشارة إلى حرب العراق. ورأى أن الأمريكيين "ساقوا الكثير من
الأكاذيب" بهذا الشأن، وأن "عليهم تبرير وشرح مواقفهم تجاه فلسطين
والخليج"، مضيفاً إنهم "قاموا بإنزال تمثال صدام حسين ولكني واثق أن معظم
العراقيين يتحسرون اليوم على الأمن الذي كان يوفره لهم صدام".

وبشكل
عام حاول المرشحون الفرنسيون التقرب إلى الناخب المسلم بعدة طرق، لعل
آخرها سعيهم من خلال تسمية مستشارين ومتحدثين باسمهم من أصول عربية، إذ
اختارت "رويال" الشابة "نجاة بلقاسم" – 29 عاماً – لتتحدث باسمها، في حين
عيّن "ساركوزي" بدوره القاضية المغربية الأصل "رشيدة داتي" – 41 عاماً –
ناطقة باسم حملته الانتخابية، إلا أن "داتي" سرعان ما وقعت في الفخ، وكشفت
في جلسة تم تصويرها خفية عن الخلفية الذهنية التي تعمل بها، إذ قالت ما
معناه إنها ستكون "وزيرة لتنظيف المدن بالخراطيم"، وهو التعبير الذي كان
قد استخدمه ساركوزي بصفته وزيراً للداخلية لدى حديثه عن شبان الضواحي في
أحداث شغب عام 2005 م.

كذلك حاول مرشح اليمين المتطرف "جان ماري لوبان" زيارة الضواحي وأظهر لأول مرة صورة فتاة من أصول إفريقية على ملصقاته الانتخابية.

إلا
أنه مما لا شك فيه أن الجالية المسلمة في فرنسا لم تصل بعد إلى مرتبة
"جماعات الضغط"، أو "اللوبي الإسلامي"، حيث ينقصها الكثير من التوافق
والتنظيم وتوحيد الجهود على أهداف موحدة، إلا أن ثمة مؤشرات على ازدياد
وعي أصحاب الدين الثاني في فرنسا لأهمية المشاركة والتأثير على صناعة
القرار، من أجل نيل حقوقهم المشروعة.

عضو ذهبي تاريخ التسجيل : 12/03/2011