القلم يرتجف...
ربما يخشى ملامسة الورق...
لعلّه يخشى من الضوء أن يدخل أعماقي...
أضحكتني يا قلم...
لا تقلق...
لو دخلت الشمس نفسها جوفي... لأظلمت.
***
القلم يضحك ويسخر...
صحيح يا قلم...
ليس بداخلي أسرار...
كل ما آلمني قلته أنت مراراً وتكرارا...
ولكن... أتظن رؤية الجرح... كالإحساس به؟
***
شكواك عن وحدتي... رآها الكثيرون...
ولكن... من منهم أحسها...؟
هه هه ... الدور عليّ لأضحك... وأسخر...
***
ضع هنا علامة تعجب يا قلم...
فيبدو أن بعض الأرواح قسمت نصفين...
فلا ينبض لأحد النصفين قلب... إلاَ... بأنفاس الآخر...
ويبدو أن أحد النصفين... إن غاب...
كُتب على النصف الباقي أن يتحجر... يجف... ثم... يتلاشى...
***
لا...
لا يتلاشى...
بل يبقى منه إطار الجسد... يدور بين الناس...
يظنّوه منهم... ولا يفهمون...
***
أتعرف يا قلم ما الذي يستحق الضحك فعلا؟
إن القلوب... إن فهمت... خافت...
***
اضحك الآن يا قلم، واسخر...
نعم... فالقلوب جبانةٌ يا قلم...
بعضها يخشى مداواة الجراح...
بعضها يخشى مشاركة الهموم...
بل... بعضها يخشى مجرد المواجهة...
***
وكلّها... تهرب من الجريح...
وتتركه لجراحٍ...
إمّا تميته...
أو – إلى الأقسى- أن تبقيه حياً...
معها...
***
كل القلوب... تدّعي إن إطار الجسد السليم دليلٌ على سلامة الروح...
كل القلوب لا ترى إلاّ الابتسامة البلاستيكية...
والنظرات نصف المعدنية...
والابتسامات المصنّعة من رحيق الحزن...
وتسمّي صاحبها... حيّا...
وأحياناً يتمادون...
ويسمّوه سعيدا...
فقط... ليتهربوا منه... ومن جراحه...
***
وتهرب القلوب من الحقيقة...
حقيقة أن هذه الروح... راحت...
حقيقة أن تلك النبضات تجلدت...
***
ربما ميعادها يوم البعث...
ولكن...
هل كثيرٌ أن يأتي الأمل في عطر أنفاس روحٍ أخرى؟
هل خسارة في روحي... أن تركن إلى أحضان روحٍ دافئة؟
هل تعجز الدنيا عن الإتيان... بإشراقة؟
***
اسكت يا قلم... لا تعترض!
نعم بداخلي ظلام...
ورغم أن ظلام الروح لا تنيره النجوم كلها لو اجتمعت...
لكن... الظلام...
سيتحول إلى نهارٍ باهر... بهمسة روحٍ محبة...
***
فاكتب لها يا قلم...
اكتب نداءك للمحبوبة المجهولة...
فإن جاءت... فأنت بدأت...
وإن غابت... فقد حاولت...
***
والآن...
أطفئ النور يا قلم... واطو الصفحات...
سعدت بلقائك...
سأتركك وأذهب إلى رفقائي الدائمين...
الليل.. والوحدة... واليأس.