شط الحنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 000اهلا بيكم في منتدا المحبة 000 واتمني لكم اسعد الاوقات معنا دئما
شط الحنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 000اهلا بيكم في منتدا المحبة 000 واتمني لكم اسعد الاوقات معنا دئما
شط الحنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شط الحنان

لكل شاطئ مرسي هنا علي شط الحنان مرساك فى ليلة عشق وخدانى على شط الهوا التانى قابلت البحر فى عيونك عطشت شربت من تانى بشرع الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ..... منتدى المحبة يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء اجمل الأوقات ....... مع تحيات مديرة المنتدا ادارة المنتدا تتقدم بالشكر والتقدير الي اعضاء المنتدا علي الانضمام الينا مع اطيب التمنيات بالتوفيق
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin - 3588
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
ادهم ميوزيك - 2033
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
محمد جلال - 885
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
فارس الاحلام - 674
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
جمال الروح - 512
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
دموع السحاب - 510
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
ميرنا - 484
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
طير الحنان - 451
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
بطوط - 415
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
a7med star - 365
محمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_rcapمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_voting_barمحمد عليه الصلاة والسلام}} I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» عشق دون البشر
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:39 pm من طرف Admin

» الحب لغيرك صعب
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:37 pm من طرف Admin

»  اللمــس لغــة الجســـد.....
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:34 pm من طرف Admin

»  ساعة ‫#‏أميرتيِ‬♡̷☆☆☆
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:33 pm من طرف Admin

» أحبــــــــك
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:30 pm من طرف Admin

» بيت شعر حزين قصير
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالجمعة فبراير 07, 2014 4:49 pm من طرف Admin

» ن حكيم بن معاوية
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 6:23 pm من طرف Admin

» إدريس عليه السلام
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 5:54 pm من طرف Admin

» رسالة إلى شعب سوريا العظيم من الشيخ محمد حسان
محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 04, 2013 3:58 pm من طرف Admin

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 28 بتاريخ الأربعاء مايو 03, 2017 6:56 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 224 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohamed Gamal فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 11194 مساهمة في هذا المنتدى في 3369 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية

 

 محمد عليه الصلاة والسلام}}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
Admin


تاريخ التسجيل : 05/03/2011

محمد عليه الصلاة والسلام}} Empty
مُساهمةموضوع: محمد عليه الصلاة والسلام}}   محمد عليه الصلاة والسلام}} Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 1:47 pm


[size=16][b]{{محمد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الصلاة والسلام}}


المولد:

ولد سيد المرسلين صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع
الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو
شروان، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571م حسبما
حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فورى والمحقق الفلكي محمود باشا.

وروى ابن سعد أن أم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم قالت: لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام. وروى أحمد عن العرباض بن سارية ما يقارب ذلك.

وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من
إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة
ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي.

في بني سعد:
وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً
لهم عن أمراض الحواضر؛ لتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان
العربي في مهدهم، فالتمس عبد المطلب لرسول اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم الرضعاء، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر - وهي حليمة بنت أبي
ذؤيب - وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة، من نفس القبيلة.

وإخوته صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم هناك من الرضاعة عبد اللَّه بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة
أو جذامة بنت الحارث (وهي الشيماء - لقب غلب على اسمها) وكانت تحضن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم .

وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم يوماً وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيع [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم من وجهين، من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.

ورأت حليمة من بركته صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروي ذلك مفصلاً

قال ابن إسحاق كانت حليمة تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير
ترضعه، في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء قالت: وذلك في سنة
شهباء لم تبق لنا شيئاً، قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا،
واللَّه ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه
من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو
الغيث والفرج، فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم
ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض
عليها [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم فتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم. وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي
الصبي فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده فكنا نكره لذلك فما بقيت
امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري. فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي
واللَّه إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، واللَّه لأذهبن
إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليك أن تفعلي، عسى اللَّه أن يجعل لنا
بركة، قالت: فذهبت إليه، فأخذته وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد
غيره، قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما،
وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب
منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة، قالت:
يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي واللَّه يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة،
قالت: فقلت واللَّه إني لأرجو ذلك، قالت: ثم خرجنا وركبت أنا أتاني،
وحملته عليها معي، فواللَّه لقطعت بالركب ما لا يقدر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك أربعي
علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهن بلى واللَّه إنها
لهي هي، فيقلن: واللَّه إن لها شأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد
بني سعد وما أعلم أرضاً من أرض اللَّه أجدب منها، فكانت غنمي تروح على
حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن،
ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم
اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة
لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من اللَّه الزيادة والخير
حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه
حتى كان غلاماً جفراً، قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا،
لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه، وقلت لها لو تركت ابني عندي حتى
يغلظ، فإني أخشى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا.

وهكذا بقي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم في بني سعد، حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره، روى مسلم عن أنس: "أن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه،
فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في
طست من ذهب بماء زمزم،ثم لأمه، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون
إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع
اللون.

إلى أمه الحنون:
وخشيت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين.

ورأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة
رحلة تبلغ خمسمائة كيلو متراً ومعها ولدها اليتيم - محمد صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم - وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهراً ثم قفلت،
وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض، يلح عليها في أوائل الطريق، فماتت
بالأبواء بين مكة والمدينة.

إلى جده العطوف:
وعاد به عبد المطلب إلى مكة، وكانت مشاعر الحنان في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة، فرق [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
رقة لم يرقها على أحد من أولاده، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل
يؤثره على أولاده، قال ابن هشام كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة،
فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] أحد من بنيه إجلالاً له، فكان [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه،
فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم دعوا ابني هذا فواللَّه إن له لشأناً،
ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه ويصنع.

ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم توفى جده عبد المطلب بمكة، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه.

إلى عمه الشفيق:
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم
واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها.

حياة الكدح:
ولم يكن له صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم عمل معين في أول شبابه إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنماً،
رعاهافي بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط وفي الخامسة والعشرين من
سنه خرج تاجراً إلى الشام في مال خديجة رضي اللَّه عنها، قال ابن إسحاق
كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها،
وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوماً تجاراً فلما بلغها عن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

زواجه خديجة:
ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين،
وجدت ضالتها المنشودة - وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبى
عليهم ذلك - فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية، وهذه ذهبت
إليه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضي بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم
خديجة، وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم
ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بكرة. وكانت
سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسباً وثروة
وعقلاً، وهي أول امرأة تزوجها [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.

وكل أولاده صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم منها سوى إبراهيم، ولدت له أولاً القاسم - وبه كان يكنى - ثم زينب
ورقية، وأم كلثوم وفاطمة وعبد اللَّه، وكان عبد اللَّه يلقب بالطيب
والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدر كن الإسلام
فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم سوى فاطمة رضي اللَّه عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.

بناء الكعبة وقضية التحكيم:
ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم قامت قريش ببناء الكعبة وذلك لأن الكعبة كانت رضما فوق القامة.
ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل ولم يكن لها سقف، فسرق نفر من اللصوص
كنزها الذي كان في جوفها، وكانت مع ذلك قد تعرضت - باعتبارها أثراً
قديماً - للعوادي التي أدهت بنيانها، وصدعت جدرانها، وقبل بعثته صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم، انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت
الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصاً على
مكانتها، واتفقوا على أن لا يدخلوا في بنائها إلا طيباً، فلا يدخلوا فيا
مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس، وكانوا يهابون هدمها فابتدأ
بها الوليد بن المغيرة المخزومي، وتبعه الناس لما رأوا أنه لم يصبه شيء،
ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في
البناء فجزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءاً منها. فجمعت كل قبيلة حجارة
على حدة وأخذوا يبنونها، وتولى البناء بناء رومي اسمه باقوم، ولما بلغ
البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر
النزاع أربع ليال أو خمساً واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض
الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما
شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء اللَّه أن يكون
ذلك [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم ، فلما رأوه هتفوا هذا الأمين، رضيناه، هذا محمد، فلما انتهى
إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل
المتنازعين أن يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه حتى إذا
أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده، فوضعه في مكانه، وهذا حل حصيف رضي به القوم.

وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحواً من ستة أذرع
وهي التي تسمى بالحجر والحطيم، ورفعوا بابها من الأرض، لئلا يدخلها إلا من
أرادوا، ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعاً سقفوه على ستة أعمدة.

وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريباً يبلغ ارتفاعه 15متراً وطول
ضلعه الذي فيه الحجر الأسود، والمقابل له 10و10م، والحجر موضوع على
ارتفاع 50و1م من أرضية المطاف، والضلع الذي فيه لباب والمقابل له 12م،
وبابها على ارتفاع مترين من الأرض، ويحيط بها من الخارج قصبة من البناء
أسفلها، متوسط ارتفاعها 25و0م ومتوسط عرضها 30و0م وتسمى بالشاذروان، وهي
من أصل البيت لكن قريشاً تركتها.

السيرة الإجمالية قبل النبوة:
إن النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم كان قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازاً
رفيعاً من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظاً وافراً من حسن الفطنة
وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول
التأمل وإدمان الفكرة واستكناء الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية
صحائف الحياة وشؤون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة، ونأى
عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسناً شارك فيه،
وإلا عاد إلى عزلته العتيدة فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على
النصب، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً، بل كان من أول نشأته نافراً
من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا
يصبر على سماع الحلف باللات والعزى.

ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع
الدنيا، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة تتدخل العناية
الربانية للحيلولة بينه وبينها، روى ابن الأثير قال [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول
اللَّه بيني وبينه ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته، قلت ليلة للغلام
الذي يرعي معي الغنم بأعلى مكة لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها
كما يسمر الشباب فقال: أفعل فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت
عزفاً، فقلت ما هذا فقالوا: عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب اللَّه على
أذني فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس. فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم
قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة، ثم ما هممت
بسوء.

وروى البخاري عن جابر بن عبد اللَّه قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال عباس للنبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال: إزاري، إزاري، فشد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] إزاره وفي رواية فما رؤيت له عورة بعد ذلك.

وكان النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة فكان أفضل
قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأعزهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم
حديثاً، وألينهم عريكة، وأعفهم نفساً، وأكرمهم خيراً، وأبرهم عملاً،
وأوفاهم عهداً، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه "الأمي" لما جمع فيه من
الأحوال الصالحة والخصال المرضية، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي
اللَّه عنها يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقري الضيف ويعين على نوائب
الحق.





[center][b]في ظلال النبوة والرسالة



في غار حراء:
ولما تقاربت سنه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم الأربعين، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين
قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في
جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة - وهو غار لطيف طوله أربع أذرع،
وعرضة ذراع وثلاثة أرباع ذراع من ذراع الحديد ومعه أهله قريباً منه،
فيقيم فيه شهر رمضان، يطعم من جاءه من المساكين، ويقضي وقته في العبادة
والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة وهو غير
مطمئن لما [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
قومه من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه
طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.

وكان اختياره صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم لهذه العزلة طرفاً من تدبير اللَّه له وليعده لما ينتظره من الأمر
العظيم. ولا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية
فتحولها وجهة أخرى... لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع
عن شواغل الأرض وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.

وهكذا دبر اللَّه لمحمد صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط
التاريخ... دبر له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في
هذه العزلة شهراً من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء
الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن
اللَّه.

جبريل ينزل بالوحي:
ولما تكامل له أربعون سنة - وهي رأس الكمال، وقيل: ولها تبعث الرسل - بدأت
آثار النبوة تتلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة، وتلك الآثار هي
الرؤيا، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة
أشهر - ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين
جزءاً من النبوة - فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم بحراء شاء اللَّه أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.

وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه
كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً، ويوافق 10 أغسطس
سنة 610م، وكان عمره صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و 12 يوماً، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يوماً.

ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي اللَّه تعالى عنها تروي لنا قصة هذه الوقعة
التي كانت شعلة من نور اللاهوت أخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر والضلال حتى
غيرت مجرى الحياة، وعدلت خط التاريخ، قالت عائشة رضي اللَّه عنها:

أول ما بدىء به [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم من الوحي هي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت
مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه -
وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم
يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه
الملك فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارىء، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني
الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة،
ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ
الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: 1-3].
فرجع بها [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه
حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة ما لي وأخبرها الخبر، لقد خشيت على
نفسي، فقالت خديجة كلا، واللَّه ما يخزيك اللَّه أبداً، إنك لتصل الرحم،
وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت
به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان
امرءاً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل
بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي - فقالت له
خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله اللَّه على موسى،
يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي،
وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر
الوحي.

وروى الطبري وابن هشام ما يفيد أنه خرج من غار حراء بعد ما فوجيء بالوحي ثم
رجع وأتم جواره، وبعد ذلك رجع إلى مكة، ورواية الطبري تلقي ضوءاً على
سبب خروجه وهذا نصها:

"قال [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم بعد ذكر مجيء الوحي ولم يكن من خلق اللَّه أبغض علي من شاعر أو
مجنون كنت لا أطيق ان انظر إليهما قال: قلت إن الابعد يعني نفسه شاعر أو
مجنون إلا تحدث بها عني قريش أبداً لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن
نفسي منه فلأقتلنها، فلأستريحن قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط
الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول يا محمد أنت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه، وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
اللَّه وأنا جبريل، قال: فوقفت أنظر إليه، وشغلني ذلك عما أردت، فما
أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية
منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفاً ما أتقدم أمامي، ولا أرجع ورائي،
حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في
مقامي، ثم انصرف عني وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى
فخذها مضيفاً إليها (ملتصقاً بها مائلاً إليها) فقالت: يا أبا القاسم أين
كنت؟ فواللَّه لقد بعثت في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي، ثم حدثتها
بالذي رأيت، فقالت: أبشر يا ابن عم، واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني
لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم قامت فانطلقت إلى ورقة وأخبرته. فقال:
قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي
موسى، وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت، فرجعت خديجة وأخبرته بقول
ورقة، فلما قضى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم جواره وانصرف إلى مكة لقيه ورقة وقال بعد ان سمع فيه خبره والذي
نفسي بيده، إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء
موسى".


فترة الوحي:
أما مدة فترة الوحي فروى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد أنها كانت أياماً
وهذا الذي يترجح بل يتعين بعد إدارة النظر في جميع الجوانب. وأما ما اشتهر
من أنها دامت طيلة ثلاث سنين أو سنتين ونصف فلا يصح بحال، وليس هذا موضع
التفصيل في رده.

وقد بقي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم في أيام الفترة كئيباً محزوناً تعتريه الحيرة والدهشة، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه

"وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم فيما بلغنا حزناً عدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال،
فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك".

جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية:
قال ابن حجر: وكان ذلك (أي انقطاع الوحي أياماً)، ليذهب ما كان صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود، فلما تقلصت ظلال الحيرة، وثبتت أعلام الحقيقة، وعرف صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم معرفة اليقين أنه أضحى نبياً للَّه الكبير المتعال، وأن ما جاءه
سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي سبباً
في ثباته واحتماله عندما يعود، جاءه جبريل للمرة الثانية. روى البخاري عن
جابر بن عبد اللَّه أنه سمع [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] اللَّه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم يحدث عن فترة الوحي، (قال):

"فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك
الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجشثت منه حتى هويت
إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل اللَّه تعالى:
"يأيها المدثر" إلى قوله: "فاهجر"، ثم حمى الوحي وتتابع".

استطراد في بيان أقسام الوحي:
قبل أن نأخذ في تفصيل حياة الرسالة والنبوة، نرى أن نتعرف أقسام الوحي الذي
هو مصدر الرسالة ومدد الدعوة. قال ابن القيم - وهو يذكر مراتب الوحي

إلاولي: الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم .

الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها،
فاتقوا للَّه، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن
تطلبوه بمعصي اللَّه، فإن ما عند اللَّه لا ينال إلا بطاعته.

الثالثة: أنه صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم كان يتمثل له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.

الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فيلتبس به الملك، حتى أن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد،
وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاء الوحي مرة
كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] حتى كادت ترضها.

الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء اللَّه
أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين كما ذكر اللَّه ذلك في سورة النجم.

السادسة: ما أوحاه اللَّه إليه، وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.

السابعة: كلام اللَّه له منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم اللَّه موسى بن
عمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن. وثبوتها لنبينا صلى
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وسلم هو في حديث الإسراء.

وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم اللَّه له كفاحاً من غير حجاب، وهي
مسألة خلاف بين السلف والخلف. انتهى مع تلخيص يسير في بيان المرتبة الأولى
والثامنة.

أمر القيام بالدعوة إلى اللَّه، وموادها:
تلقى النبي صلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وسلم أوامر عديدة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ
فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}
[المدثر: 1 - 7] أوامر بسيطة ساذجة في الظاهر، بعيدة المدى والغاية، قوية
الأثر والفعل في الحقيقة ونفس الأمر.


فغاية القيام بالإنذار أن لا يترك أحداً ممن يخالف مرضاة اللَّه في عالم
الوجود إلا وينذره بعواقبه الوخيمة حتى تقع رجفة وزلزال في قلبه وروعه.


وغاية تكبير الرب أن لا يترك لأحد كبرياء في الأرض إلا وتكسر شوكتها، وتقلب
ظهراً لبطن، حتى لا يبقى في الأرض إلا كبرياء اللَّه تعالى.


وغاية تطهير الثياب وهجران الرجز أن يبلغ في تطهير الظاهر والباطن وفي
تزكية النفس من جميع الشوائب والألواث إلى حد وكمال يمكن لنفس بشرية تحت
ظلال رحمة اللَّه الوارفة وحفظه وكلئه وهدايته ونوره، حتى يكون أعلى مثل في
المجتمع البشري، تجتذب إليه القلوب السليمة، وتحس بهيبته وفخامته القلوب
الزائغة، حتى ترتكز إليه الدنيا بأسرها وفاقاً أو خلافاً.


وغاية عدم الاستكثار بالمنة أن لا يعد فعالاته وجهوده فخيمة عظيمة، بل لا
يزال يجتهد في عمل بعد عمل، ويبذل الكثير من الجهد والتضحية والفناء، ثم
ينسى كل ذلك، بل يفنى في الشعور باللَّه بحيث لا يحس ولا يشعر بما بذل
وقدم.


وفي الآية الأخيرة إشارة إلى ما سيلقاه من أذى المعاندين من المخالفة
والاستهزاء والسخرية إلى الجد والاجتهاد في قتله وقتل أصحابه، وإبادة كل من
التف حوله من المؤمنين، يأمر اللَّه تعالى أن يصبر على كل من ذلك بقوة
وجلادة، لا لينال حظاً من حظوظ نفسه، بل لمجرد مرضاة ربه.

اللَّه أكبر ما أبسط هذه الأوامر في صورتها الظاهرة، وما أروعها في
إيقاعاتها الهادئة الخلابة، ولكن ما أكبرها وأفخمها وأشدها في العمل، وما
أعظمها إثارة لعاصفة هوجاء تحضر جوانب العالم كله، وتتركها يتلاحم بعضها
في بعض.

والآيات نفسها تشتمل على مواد الدعوة والتبليغ، فالإنذار نفسه يقتضي أن
هناك أعمالاً لها عاقبة سوآى يلقاها أصحابها، ونظراً لما يعرفه كل أحد أن
الدنيا لا يجازي فيها بكل ما يعمل الناس، بل ربما لا يمكن المجازاة بجميع
الأعمال. فالإنذار يقتضي يوماً للمجازاة غير أيام الدنيا، وهو الذي يسمى
بيوم القيامة ويوم الجزاء والدين، وهذا يستلزم حياة أخرى غير الحياة التي
نعيشها في الدنيا.

وسائر الآيات تطلب من العباد التوحيد الصريح، وتفويض الأمور كلها إلى
اللَّه تعالى، وترك مرضاة النفس، ومرضاة العباد إلى مرضاة اللَّه تعالى.
[/b][/b][/size][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shat.forumarabia.com
 
محمد عليه الصلاة والسلام}}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شط الحنان :: فصص الانبياء-
انتقل الى: