شط الحنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 000اهلا بيكم في منتدا المحبة 000 واتمني لكم اسعد الاوقات معنا دئما
شط الحنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 000اهلا بيكم في منتدا المحبة 000 واتمني لكم اسعد الاوقات معنا دئما
شط الحنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شط الحنان

لكل شاطئ مرسي هنا علي شط الحنان مرساك فى ليلة عشق وخدانى على شط الهوا التانى قابلت البحر فى عيونك عطشت شربت من تانى بشرع الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ..... منتدى المحبة يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء اجمل الأوقات ....... مع تحيات مديرة المنتدا ادارة المنتدا تتقدم بالشكر والتقدير الي اعضاء المنتدا علي الانضمام الينا مع اطيب التمنيات بالتوفيق
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin - 3588
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
ادهم ميوزيك - 2033
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
محمد جلال - 885
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
فارس الاحلام - 674
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
جمال الروح - 512
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
دموع السحاب - 510
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
ميرنا - 484
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
طير الحنان - 451
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
بطوط - 415
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
a7med star - 365
 اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_rcap اكمال القصه خروج بني اسرايل I_voting_bar اكمال القصه خروج بني اسرايل I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» عشق دون البشر
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:39 pm من طرف Admin

» الحب لغيرك صعب
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:37 pm من طرف Admin

»  اللمــس لغــة الجســـد.....
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:34 pm من طرف Admin

»  ساعة ‫#‏أميرتيِ‬♡̷☆☆☆
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:33 pm من طرف Admin

» أحبــــــــك
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت سبتمبر 19, 2015 12:30 pm من طرف Admin

» بيت شعر حزين قصير
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالجمعة فبراير 07, 2014 4:49 pm من طرف Admin

» ن حكيم بن معاوية
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 6:23 pm من طرف Admin

» إدريس عليه السلام
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2013 5:54 pm من طرف Admin

» رسالة إلى شعب سوريا العظيم من الشيخ محمد حسان
 اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 04, 2013 3:58 pm من طرف Admin

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 28 بتاريخ الأربعاء مايو 03, 2017 6:56 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 224 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohamed Gamal فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 11194 مساهمة في هذا المنتدى في 3369 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية

 

  اكمال القصه خروج بني اسرايل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
Admin


تاريخ التسجيل : 05/03/2011

 اكمال القصه خروج بني اسرايل Empty
مُساهمةموضوع: اكمال القصه خروج بني اسرايل    اكمال القصه خروج بني اسرايل Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 12:59 pm


[size=16]اكمال القصه


[b]
[center]أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.تاقت نفس موسى
الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد
العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في
مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت
ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه
فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح
العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة
ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.ويظهر عزم موسى
-عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن
يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال
فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.وصل الاثنان إلى صخرة
جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح
إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى
البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت
إلى البحر علامة أعلم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.نهض
موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه
أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد
نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن
سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.ساعتئذ تذكر الفتى
كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن
الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت
(سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون،
لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.سعد
موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما
كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم..
ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.أخيرا وصل موسى
إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها،
وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.يقول البخاري إن
موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت
رأسه.
فسلم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب..
ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما
أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى:
إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك
تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن
لن تصبر على علمي يا موسى.احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن
يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] صابرا ولا يعصي له أمرا.تأمل كيف يتواضع كليم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى
ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على
الشرط وانطلقا..انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة،
فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر
فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة
وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها
يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في
البحر فحملته الأمواج بعيدا.فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب
السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان
التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما
حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي
اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئًا إِمْرًا).وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة
التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر
موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).سارا معا.. فمرا
على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد
منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما..
ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود
العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا)..
ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه
أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا
تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).ومضى موسى مع الخضر..
فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا
يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن
يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن
ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد
ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من
تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني
(قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه
العبارة.. قال عبد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).لقد حذر العبد الرباني موسى
من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..إن كل تصرفات العبد الرباني التي
أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة
عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي
بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث
أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر،
وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير
قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء
البحر..كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه
-أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على
الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.إن أصحاب السفينة سيعتبرون
خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن
تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن
الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر
رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما
الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.أما الجدار الذي أتعب نفسه
بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين
يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم
يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا
كنزهما وهما قادران على حمايته.ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول..

والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟

يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] تعالى، أطلعه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض
العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق
القصة يدل على نبوته من وجوه:

1. أحدها
قوله تعالى:

فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (الكهف)

2. والثاني
قول موسى له:

قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا
عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ
سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)

فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى
هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن
هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي
غير واجب العصمة.

3. والثالث
أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن
الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن
خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.

4. والرابع :
قول الخضر لموسى
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي

يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وأوحي إلي فيه.

فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.

ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا
موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث
الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] عليك طاعته.

ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم
الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو
ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا
له فترة من الزمن.





[center]أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.تاقت نفس موسى
الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد
العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في
مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت
ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه
فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح
العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة
ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.ويظهر عزم موسى
-عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن
يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال
فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.وصل الاثنان إلى صخرة
جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح
إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى
البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت
إلى البحر علامة أعلم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.نهض
موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه
أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد
نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن
سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.ساعتئذ تذكر الفتى
كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن
الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت
(سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون،
لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.سعد
موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما
كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم..
ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.أخيرا وصل موسى
إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها،
وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.يقول البخاري إن
موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت
رأسه.
فسلم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب..
ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما
أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى:
إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك
تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن
لن تصبر على علمي يا موسى.احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن
يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] صابرا ولا يعصي له أمرا.تأمل كيف يتواضع كليم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى
ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على
الشرط وانطلقا..انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة،
فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر
فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة
وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها
يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في
البحر فحملته الأمواج بعيدا.فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب
السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان
التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما
حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي
اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئًا إِمْرًا).وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة
التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر
موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).سارا معا.. فمرا
على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد
منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما..
ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود
العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا)..
ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه
أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا
تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).ومضى موسى مع الخضر..
فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا
يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن
يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن
ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد
ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من
تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني
(قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه
العبارة.. قال عبد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).لقد حذر العبد الرباني موسى
من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..إن كل تصرفات العبد الرباني التي
أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة
عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي
بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث
أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر،
وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير
قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء
البحر..كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه
-أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على
الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.إن أصحاب السفينة سيعتبرون
خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن
تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن
الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر
رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما
الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.أما الجدار الذي أتعب نفسه
بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين
يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم
يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا
كنزهما وهما قادران على حمايته.ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول..

والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟

يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] تعالى، أطلعه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض
العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق
القصة يدل على نبوته من وجوه:

1. أحدها
قوله تعالى:

فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (الكهف)

2. والثاني
قول موسى له:

قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا
عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ
سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)

فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى
هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن
هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي
غير واجب العصمة.

3. والثالث
أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن
الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن
خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.

4. والرابع :
قول الخضر لموسى
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي

يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وأوحي إلي فيه.

فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.

ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا
موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث
الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] عليك طاعته.

ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم
الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو
ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا
له فترة من الزمن.



[b][b]قارون وقوم موسى:

يروي لنا القرآن قصة قارون، وهو من قوم موسى. لكن القرآن لا يحدد زمن القصة
ولا مكانها. فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج؟
أو وقعت بعد الخروج في حياة موسى؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى؟
وبعيدا عن الروايات المختلفة، نورد القصة كما ذكرها القرآن الكريم.

يحدثنا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] عن
كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان
يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء. ولو عرفنا عن مفاتيح الكنوز
هذه الحال، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟! لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الثراء.
ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. فربما بغى
عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم. وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في
ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء. وربما بغى عليهم بغير هذه
الأسباب.

ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فهم
يحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال،
وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل
لآخرته بهذا المال. ويذكرونه بأن هذا المال هبة من [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتى يرد الإحسان بالإحسان.
ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق
المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب
المفسدين.

فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ
عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه
المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.

وخرج قارون ذات يوم على قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا
أن لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من
سمعهم من أهل العلم والإيمان: ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة،
واتقوا الله، واعلموا أن ثواب [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] خير من هذه الزينة، وما عند [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] خير مما عند قارون.

وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل
القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم
الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ
الْأَرْضَ) هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا
عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال.

وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار. فقال الذين
كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا: حقا إن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع عليهم، أو يقبض ذلك، فالحمد
لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم. إنا تبنا إليك سبحانك،
فلك الحمد في الأولى والآخرة.
[/b] [/center]

[/b]
[/b]
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shat.forumarabia.com
 
اكمال القصه خروج بني اسرايل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الملك وزوجاتو الاربعه ارجو عدم اهمال هذه القصه
» خروج بني إسرائيل من مصر:
» خروج بني إسرائيل من مصر:
» خروج بني إسرائيل من مصر
» شاهد خروج الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شط الحنان :: فصص الانبياء-
انتقل الى: